×
محافظة الدائر

من ورد الطائف إلى قهوة جازان.. مبادرات أرامكو السعودية تعزز الصناعات التقليدية في المملكة

صورة الخبر

يشتهر الورد الطائفي، الذي ينبُت في جبال الحجاز غرب المملكة منذ أكثر من ثلاثة قرون، برائحته العطرية الفريدة والفوّاحة، وهذه ميزة جعلته مفضّلًا لدى محبي العطور وأشهر العلامات التجارية التي تبنّت استخدامه في أرقى منتجاتها. ومنذ أن أطلقت أرامكو السعودية مبادرة إنشاء مصنع روزيار لإنتاج العطور ضمن مبادرات عديدة تستهدف تطوير الصناعات متناهية الصغر في المملكة، اكتسب الورد الطائفي المزيد من السمعة وسط شريحة كبيرة من المستخدمين لمنتجاته، بدءًا من مرطب الأيادي، وانتهاءً بجلّ الاستحمام. تمّ تدشين مصنع روزيار في أبريل 2021، بهدف تمكين القوى العاملة النسائية في مدينة الطائف، وتوظيف ذوات الدخل المحدود من نساء المجتمع المحلي وتزويدهن بمهارات جديدة. ويُعد المصنع أنموذجًا لمبادرات عديدة تجسّد إستراتيجية أرامكو السعودية المدروسة لإطلاق مشاريع يتبناها قسم المواطنة لتمكّن المجتمعات من تحقيق الاستدامة والازدهار. إذ حددت الشركة عدد من الصناعات والحرف التقليدية التي يمكن أن تُحدث تأثيرًا مباشرًا في المجتمعات، مثل إنتاج البن، والعسل، ومصنع البشت الحساوي التقليدي في محافظة الأحساء لمساعدة ذوي الدخل المحدود، بالإضافة إلى مصنع قيطان للخياطة والتطريز بالدمام، وبصمة جازان للملابس والزي الموحد. تُعدّ المنطقة الجبلية الواقعة جنوب غرب المملكة مركزًا لتربية النحل، لهذا، قمنا في أرامكو السعودية بالتعاون مع جمعية النحّالين التعاونية المحلية، بالعمل على نشر أحدث الأساليب المتبعة في تربية النحل، كما وفّرنا لهم البنية التحتية والمعدات اللازمة في مناطق الإنتاج في الباحة، وعسير، والمدينة المنورة، والطائف. وقمنا بعقد شراكة مع جمعية النحّالين التعاونية في الباحة لتزويد النحالين المحليين بالتدريب اللازم. وبنهاية عام 2022 استطعنا تقديم المساعدة لنحو 1,800 نحّال، ونعمل على دعم 600 نحّال آخرين في عسير خلال 2023. ونحن نتعامل مع كل هذه المشاريع بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع أي مشروع تجاري، وذلك بهدف جعلها مشاريع أكثر استدامة ومستقلة بذاتها. ونقوم بإجراء دراسات الجدوى وإقامة شراكات مع الجمعيات الخيرية والشركات والحكومة، ونسعى لتوفير الموارد اللازمة التي تشمل التسويق والخدمات القانونية وتطوير الأعمال. كما نعمل على تحديد كيان يتولّى إدارة المشروع في المستقبل ويسير به قُدُمًا. ونطمح إلى أن يسهم الدعم الذي نقدمه للصناعات التقليدية متناهية الصغر في المملكة في رسم ملامح المستقبل الاقتصادي للعديد من أفراد المجتمع، ويُحفّز التنوّع، وأن يعزز هذا الدعم النمو الاقتصادي المستدام، ويضيف إلى سوق العمل المزيد من فرص العمل المُجدية، فضلًا عن إمداد السوق بمنتجات عالية الجودة مستفيدين من الموارد الطبيعية الفريدة لكل منطقة. وقد نجحنا في توسعة نطاق عدد مبادراتنا. فعلى سبيل المثال، بعد أن كان الدعم المقدم لمزارعي البن يقتصر على منطقة واحدة، توسعت مظلته لتشمل سبع مناطق أخرى في عام 2022، ونعمل حاليًا على تمكين صناعة البن من خلال إقامة شراكات جديدة، حيث قمنا بالشراكة مع مركز البحوث البيئية في جامعة جازان بتدريب المزارعين وتقديم الدعم لـ 1050 من مزارعي البن بنهاية العام الماضي، كما زوّدنا مزارعي البن في جبال جازان بالشتلات وأنظمة الري والأدوات اللازمة. وقد ساعدهم هذا الدعم في زيادة دخلهم، وخفض نسبة المياه المستخدمة للري، وزيادة إنتاج البن بنسبة 80%، والارتقاء بمستوى البن الخولاني السعودي الذي تنتجه هذه المنطقة إلى مرتبة تصنيفه ضمن أجود أنواع البُن الموجود في العالم. وفي ربيع عام 2023، وقعت أرامكو السعودية مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للقهوة، إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، من أجل المزيد من التطوير للإنتاج المستدام للقهوة وصناعتها في المملكة. وستواصل الشركة السعودية للقهوة التوسّع في مبادرات أرامكو السعودية المتعلقة بالقهوة في منطقتي جازان وعسير، وستزوّد الشركة السعودية للقهوة المزارعين المحليين في محافظة الدائر بمرئياتها حول أفضل الممارسات لتشغيل مركز القهوة السعودية الذي تعمل أرامكو السعودية على إنشائه. يومًا بعد يوم، يتزايد التركيز والطموح لدى الشركات والمجتمعات على إقامة شراكات تقوم على المنفعة المتبادلة. وفي الوقت الذي نؤسس فيه لقاعدة راسخة لمستقبل مزدهر للصناعات متناهية الصغر، يعمل هذا النهج على الارتقاء ببرامج المواطنة في الشركة والوصول بها إلى مستوى جديد. ومن خلال تسخير الموارد لدعم الصناعات متناهية الصغر، تواصل أرامكو السعودية، كدأبها دومًا، إحداث تأثير إيجابي على الأفراد والمجتمعات التي تزاول فيها أعمالها، ما يجعلها شريكًا أصيلًا محفزًا للتنمية الاقتصادية، ونموذجًا يُحتذى.