×
محافظة الخرج

حادثة الخرج.. لن تكون الأخيرة!!

صورة الخبر

* حوادث العنف التي تصل إلى إزهاق الأرواح؛ أصبحت تتوالى في مجتمعنا، فـ(حادثة مدينة الخرج) التي نقلتها الكاميرات ومواقع التواصل الحديثة قبل أيام، ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة.. طبعاً لن أتحدث عن تفاصيل الحادثة؛ فهي لدى جهات التحقيق والعدالة. ***** * فما علينا أن نبحث عنه بأمانة وشفافية وموضوعية، إجابة أسئلة يفرضها الواقع، وأجدها لا تكاد تفارقني: لماذا أصبح الفتك بالأنفس البريئة والمعصومة مباحاً وسهلاً وكأنه شربة من ماء، في مجتمع الأصل فيه أن أغلب أفراده من المتعلمين، والمحافظين على دينهم، والعارفين بمقاصد الشريعة الإسلامية، وواجب الحفاظ على الضرورات الخمس؟ ولماذا أمسى العنف وسيلة لأخذ الحقوق وحل الخلافات؟ ولماذا تبقى فئات من مجتمعنا أسيرة لـ(التنمر والعصبية القبلية أو المناطقية)؟. ***** * بالتأكيد لا أملك الإجابات الوافية والصادقة، ولكني أطرح مجرد محاولات، لعلها تصل لبعض العوامل التي أراها تذكي موجات العنف، ومنها: التربية الأسرية، وهي تغرس في الطفل مع لبن أمه أن (رجولته) لا تكتمل إلا إذا مارس الغطرسة، وأن يأخذ ما يراه حقاً له بذراعه أو سلاحه، واسألوا مدراء المدارس والمعلمين عن حالاتها وويلاتها بين الطلاب. ***** * أيضا من تلك العوامل المهمة في هذا الإطار، أن هناك شرائح من المجتمع بقيت في جاهليتها، فما تزال متمسكة بعصبياتها المناطقية والقبلية، التي تزيد من نيرانها تلك الشيلات التي تعيد صناعتها وترفع لوائها، أيضاً هناك ما أُسمِّيه بـ(صدمة مواقع التواصل الحديثة)، حيث أدمنها (البعض)، وأصبح يهذي بها وعلى الملأ ما كان حقه أن يكون خلف الجدران المغلقة، لتتحول إلى ساحات لنشر الخلافات والنزاعات، وتصفية الحسابات، حتى وصل الأمر أن يكون التهديد والقتل منشوراً فيها على الهواء مباشرة!!. ***** * ومن الأسباب الرئيسة لاتساع (دائرة العنف وصولاً لاستسهال القتل): الديات المليونية وسماسرتها، الذين ينقذون (القتلة) من سيف العدالة؛ هذه بعض العوامل التي وجدت الحال ينطق بها؛ لكن خطورة الوضع تتطلب دراسة نفسية تربوية اجتماعية؛ تقوم عليها أبرز المؤسسات ذات العلاقة؛ بالتعاون مع الجامعات والمراكز العلمية، لمعرفة العوامل الحقيقية التي تزرع في فئات من مجتمعنا العنف، وما يقود إليه، وما يترتب عليه، ثم وضع وتنفيذ برامج ومبادرات فاعلة للمعالجة. ويبقى.. اللهم احفظ على بلادنا أمنها واستقرارها وقيادتها الرشيدة، وسلامتكم.