اليوم -; وبعد توقف ليس بالمنسي ولا الممل -; أعود لأكتب عن أعلام من بيش ، بعد مطالبة من الكثير .. حتى أن أحد الشيوخ والذين لهم فضل علي عندما كنت طالبا وكان بالمدرسة التقيت به بعد صلاة الجمعة في جامع الفقهاء في بيش فقال لي بعد السلام : ما عد قرأنا ولا شيء ؟! ويقصد بذلك ( أعلام من بيش ) قلت : سأعود .. اليوم سأبدأ بالزميل منصور شبلي ، ومنصور عرفته في عام ١٣٩٦هـ حينما درسنا سويا في فصل واحد بمدرسة بيش المتوسطة ، لم نفترق حتى نجحنا من الثالث المتوسط ، ثم غاب عني طويلا وكذلك أنا غبت ثم التقينا في مناسبة من مناسبات الزملاء وعرفت منه أنه أصبح موظفا بشركة الكهرباء -; محطة محافظة بيش !! منصور رجل وفيّ أنيق جميل وسيم شجاع صادق أمين ومعتدل في كل سلوكيات .. لا ينسى الصديق والزميل ومن كانت له به علاقة وزمالة . يصل وإن لم يصل يتصل !! طلبت منه سيرته فتردد وبعد إلحاح أرسل وكتب عن نفسه القليل من السطور وإن كانت سيرته تحتمل كتاب !! ” الاسم منصور بن عبده بن حسن الشبلي .. من مواليد قرية السلامة العليا عام ١٣٧٨هـ . درست الابتدائية في قريتي السلامة العليا في مدرسة منصور سرحان ( السلامة العليا ) وكانت آنذاك مبنية من الخشب (الأراك) ، ومديرها الأستاذ الشيخ حسن السبعي من العالية حفظه الله . كان بها مجموعة من المعلمين الفضلاء .. ومنهم الأستاذ حسين ترابي والأستاذ هتان علي و الأستاذ أحمد هتان والأستاذ حسن أبو سلة والشيخ الأستاذ خلاف النعمي وغيرهم . أكملت دراستي الابتدائية ،والتحقت بالمدرسة المتوسطة ببيش ومديرها شيخنا الفاضل محمد بن حسين هجنبي الشماخي ووكيله الشيخ الفاضل علي بن حسين الشماخي . وممن أذكر من المعلمين أستاذنا الفاضل الشيخ الشاعر حسن أبو علّة والشيخ الأستاذ حسن الخميسي يرحمه الله والأستاذ محارب فلسطيني الجنسية وغيرهم. كانت أياما جميلة مع الزملاء ضيف الله مهدي وعبده مطاعن وعبد العظيم الدوسري وعلي سرحان وعلي أبو شعرة ومحمد أبو هادي وعلي عبادي وأحمد حسين خواجي وغيرهم. عندما خلصت المرحلة المتوسطة قررت أسافر إلى مدينة الرياض واتوظف لأساعد الأسرة لأن المعيشة صعبة ، وسافرت وتيسرت الأمور وتوظفت في القوات الجوية (مدني) وكان الراتب ١٢٠٠ريال . وفي حدود السنة، فقدني الوالد رحمه الله ( دمعت عيوني ). وجاني حتى عملي في الرياض وروحت معه لأن نفسيته كانت تعبانه بسبب الفراق . وعندما وصلنا للبيت قال لي والدي روح قدم في شركة الكهرباء كانت في بدايتها تقريبا عام ١٤٠٠هـ . وذهبت للكهربا وقدمت اوراقي للمدير الشيخ علي مريع حفظه الله ولم يتردد في توظيفي .. وكان الراتب فوق ٥٠٠٠ ريال . وبدأت حياتي معهم حتى جاني طلب من جيزان وأنا كنت حينها أشعر بمرض شديد ومكثت في جيزان معهم عدة شهور ثم رجعت بيش بسب المرض ومراعاة لظروفي المرضية واشتد علي المرض وفصلت من وظيفتي بسبب المرض ، وبقيت مريضا ٨سنوات حتى إن عائلتي جهزت لي الكفن وملحقاته ولكن عناية الله وكرمه تشافيت ورجعت إلى شركة الكهرباء عن طريق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير آنذاك حفظه الله وأطال عمره ومتعه بالصحة والعافية .وباشرت من جديد وظيفتي في محطة كهرباء القنفذة وبراتب ٢٤٠٠ريال . وذهبت إلى القنفذة وتم مباشرتي على وحدة محافظة البرك وقضيت أياما جميلة ولمدة ١٠ سنوات . بعد ذلك جاءتني فرصة الالتحاق بدورة فنية بمعهد إدارة الشركة فوافقت وذهبت أنا وزوجتي وكنت في بداية زواجي فرحان بالزواج وبالدورة وانهيت الدورة في سنتين وخيروني فاخترت محطة كهرباء محافظة بيش فني تمديدات ، وبعد فترة تحولت إلى قسم المحاسبة وامضيت تقريبا ٢٨ سنة ثم طلبت التقاعد المبكر والحمدلله. واليوم متقاعد .. لي من الأبناء ثلاثة ومن البنات اثنتان والكل مزوجين والحمدلله على كل حال “.