في معظم المجالات والمناشط يذهب الخاسر إلى البحث عن أسباب خسارته، أو البحث عن مبررات يتحجج بها عند محبيه والتابعين له، أو يبحث عن الأسباب ويسوّق المبررات أيضاً، وفي الغالب فإن الفاشل يبحث عن شماعة يعلِّق عليها أسباب الفشل، ولا يمكن أن ينسب ذلك لنفسه أو خياراته أو طريقة عمله وإدارته. إن تقبل الخسارة أمر يصعب على كثيرين التحلِّي به، رغم ضرورته لاستمرار العمل والعودة إلى دورة النجاح من جديد، وهو أمر لا يمكن أن يحققه سوق الأعذار والبحث عن المبررات واللعب على العواطف ورمي الفشل على الآخرين، رغم أن وقع الفشل قد يكون شديداً ومرارة الخسارة علقماً، وتبعاتهما ترهق النفس والأعصاب معاً، لكن الإيمان بأن هذه طبيعة الحياة وتقاليد المنافسة وتقبل الأمر بروح رياضية قد يسهم في حلحلة بعض الأمور وعدم تحميل الآخرين أسباب الهزيمة. في نهائي دوري أبطال آسيا 2015 تعرض فريق الهلال لمجزرة تحكيمية يندر أن تتكرر، وحدثت أخطاء كان يمكن أن تفت عضده وتعيده للوراء سنوات، لكن ماذا حدث احتج الهلاليون على التحكيم طويلاً دون أن يغفلوا نقاط الضعف في فريقهم، وعدم وجود هداف حقيقي في مباراتي النهائي، وعن وجوب تقوية الفريق حتى يحقق المطلوب، فالفشل الذي حدث يومها كان روشتة علاج لصناعة فرص نجاح جديدة، وبالفعل حضر الفريق في نهائي 2017 ثم حقق اللقب في نهائي 2019 ويلعب النهائي الرابع في ظرف (7) سنوات بعد (12) يوماً. الجماهير والمتابعون والنقاد (الفاهمون) يدركون دائماً أسباب الفشل ويعرفون أن البعض يجد في البحث عن مبررات له تحت وطأة ضغوط مختلفة، وفي هذا الشأن لا يمكن أن يكون هناك ضغط أشد من أن تكون واثقاً من النجاح وتصرف الوعود المتواصلة لمدرجك، وتقدم الدعوات وربما تخطط للاحتفال أيضاً، وتنظر لمنافسك على أنه خصم سهل تحتاج لــ (90) دقيقة فقط لتجاوزه، وتعتقد أيضاً أنك قد أمنت كل أسباب النجاح، ويدخل معك إعلامك ومحبوك هذه الدائرة وتخرج منهم تصاريح وتحديات تشي بالتقليل من المنافس، وأهازيج تدخل الفريق في دائرة واسعة من الثقة على شاكلة (عطونا الأسهل - هاتوه) ثم يصعب عليه التعامل معها حين تدق ساعة الحقيقة، وتكتشف أن الأماني شيء والحقيقة شيء آخر، وأن الطموح والأحلام لا يمكن لها فقط أن تحقق الآمال، وأنك وإنك قد عملت فإن الآخر قد عمل ورتب وتسلح بالثقة والخبرة وكيفية التعامل مع الضغوط. وهنا يكون الفشل أشد وطأة وأصعب على النفس وربما تمتد آثاره طويلاً، ويبدأ التخبط عوضاً عن التخطيط، ومحاولة صرف النظر بدلاً من لفته! البيانات والأحاديث ولى زمنها والمشجع وإن صفق لها في البداية سيدرك في النهاية أنها محاولة لتحويل الضغوط نحو دائرة أخرى، وربما ينجح ذلك بضع ساعات أو أيام لكنه أثره لا يلبث أن يزول ويعود الناس للبحث عن أسباب الفشل وربما المطالبة بإبعادها والبحث عن حلول حقيقية تسهم في تحقيق النجاح وتحقيق حلم طال انتظاره، بدلاً من أن يتحول الفشل إلى سلسلة من حلقات متتابعة وفي كل مرة يتم البحث عن شماعة دون وضع اليد على أسباب الفشل. * * * - مباراة مهمة وصعبة يخوضها الأخضر (المتصدر) اليوم أمام منافسه الأسترالي على ملعب الأخير، وكل الأماني لمنتخبنا بالتوفيق والعودة بالنقاط الثلاث والاقتراب من المونديال السادس. - قبل أن تلوم أحداً فيما قال تذكر أنك كنت تضحك ملء شدقيك عندما تستمع للإساءات الموجهة إليه، مشكلة البعض أنه لا يقبل على نفسه ربع ما يقبله على الآخرين. - في النهاية لن تغيّر البيانات من الحقيقة ولن تعوّض الإخفاق. - محاولات يائسة على كافة الأصعدة لصرف النظر عن الإخفاقات المتوالية.. ولكن هيهات هيهات.