في موسم جدة الترفيهي الذي نظمته الهيئة العامة للترفيه شاركت فرقة BTS الغنائية الاستعراضية الكورية فحضرها عدد غير مسبوق من الشباب ذكوراً وإناثاً ومن كبار السن في المملكة وخارجها. وقبل أسبوعين جاءت الفرقة للمشاركة في موسم الرياض للمرة الثانية، وتسابق المشاهدون لحضورها، إذ حضرها حوالى سبعين ألف متفرج، وهو رقم قياسي فاق حضور مباريات كرة القدم، وإذا قارنا عدد حضور حفلاتها الفنية بعدد الحاضرين لحفلات المطربين والمطربات نجد أن الحاضرين لحفلة من حفلات مطربنا محمد عبده أو أحلام لا يتجاوز ثلاثة آلاف شخص. أرقام الحضور بهذا الشكل من الهوس أثار عدداً من المحاور التي ينبغي بحثها وإلقاء الضوء عليها: الأول: تميز الشعوب الآسيوية بالأدب واحترام الأبوين وكبار السن والتعاون والعمل لكسب لقمة العيش ومنهم الكوريون. الثاني: أن الشعب الكوري يتطور بسرعة كبيرة، وأذكر أننا كنا نستقدم العمالة الكورية للعمل في تشييد الطرق والبناء، ولم تعد تخرج من بلادها حالياً لتوفر فرص العمل فيها رغم تكاثرهم. الثالث: استطاعت صناعة كثير من الأجهزة الحديثة كالمصاعد والسيارات والغسالات والمكيفات وغيرها. الرابع: اهتمام كوريا حكومة وشعباً بالقوى الناعمة بأنواعها في مسارح العمل الفني بالموسيقى والغناء، وتم تأسيس فرقة BTS التي أدهشت العالم ونالت الإعجاب. إذا تأملنا فرقة BTS نجدها تمتاز بما يلي: تأسست الفرقة عام 2013 للميلاد، وتتكون من سبعة أفراد يؤدون كلمات الأغاني التي تختلف في مضمونها عن أغاني الحب والغزل المألوفة بكلمات تعبر عن تمرد الجيل الجديد حول العالم على الواقع المؤلم الذي يعيشونه، فتتحدَّث عن الفقر والحزن والاكتئاب والوحدة، وإذا كانت كلمات أغنية من أغانيها لا دينية، فإنه يمكن التفاهم على عدم ترديدها عندنا لأنها تتعارض مع إيماننا بالله عز وجل. ومن أسباب الاعتراض السخيفة على استقدام هذه الفرقة الغنائية الاستعراضية الاعتراض على ما وهبه الله لأعضائها من الجمال، فأسأل المعترضين هداهم الله بعض الأسئلة: هل نحن شعب قبيح؟ أليس بعضنا في غاية الجمال؟!. ألم يخلق الله بين أولادنا وبناتنا أفراداً حباهم الله نعمة الجمال؟. هل أساء أعضاء الفرقة استخدام جمالهم على المسرح؟!. إن هذه الفرقة الفنية الكورية قد توحي لأولادنا وبناتنا بالعمل على تطوير الموسيقى والغناء في بلادنا بما يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه، فبلادنا ولَّادة تنجب كل يوم وليلة أطفالاً في منتهى الجمال والذكاء، لديهم مواهب فنية خلاقة تجعل حياتنا أجمل بعد أربعين عاماً من الحزن والاكتئاب والظلام الدامس. وأقترح ابتعاث عدد مناسب من أولادنا وبناتنا لدراسة فن الغناء والاستعراض والموسيقى في كوريا، وقد رأيت في برنامج: (معالي المواطن) الذي يقدمه الإعلامي الأستاذ علي العلياني الذي خصص جزءاً كبيراً منه للفرقة المذكورة، ابنتنا رهف الرويلي التي تدرس فن الغناء والموسيقى والاستعراض في كوريا مما يدل على ذوقها الفني العالي الذي يؤهلها لمستقبل فني زاهر. وأخيراً وليس آخراً: شكراً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.. شكرٌ ليس له حدود لسموه الكريم.