×
محافظة العديد

مدن صحية مثالية والهجرة المعاكسة

صورة الخبر

وزير الصحة فهد الجلاجل غرّد مهنئاً أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بمناسبة اعتماد منظمة الصحة العالمية مدينتي الزلفي والغاط كمدن صحية حسب معايير المنظمة العالمية. ونحن نفرح ونهنئ القيادة وأهالي تلك المناطق بهذا الإنجاز الإنساني الجميل الذي يُفترض أنه يعكس تقدماً كبيراً في خدمات صحية وبلدية وتعليمية وغير ذلك من قبل الجهات المختصة ومن قبل الأهالي والقطاع الخاص هناك، أتمنى أن نشهد العديد من مدننا يتم اعتمادها في مثل هذه التصنيفات الدولية، وأن ينعكس ذلك على حياة المواطن والمقيم في تلك المناطق، وأن لا يضطر المريض مثلاً للبحث عن العلاج في مستشفيات المدن الكبيرة، ونجد البعض يطالبون بضرورة العلاج في المستشفيات الكبرى في العاصمة الرياض مثلاً، وهذه في اعتقادي إشكالية مستمرة تحتاج لمعالجة من قبل وزارة الصحة، فلماذا لا توجد مستشفيات حكومية متطورة في تلك المناطق أو بينها لتخدم أكثر شريحة من السكان، وأن توفر جميع الخدمات الصحية فيها بدون الحاجة للانتظار الطويل للتحويل لمستشفيات العاصمة أو المدن الكبيرة الأخرى، وقد يأتي قرار التحويل متأخراً في بعض الأحيان. من معايير المدينة الصحية أن تهتم بالوقاية قبل العلاج، وهذا يتطلب جهوداً مكثفة، منها التوعوية في مجال الصحة العامة في الوقاية من الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب. التعليم جانب مهم في المدينة الصحية وحق الأطفال والسكان في التعليم بكافة مراحله، ونشهد في بلادنا الطيبة انتشاراً وتوزيعاً عادلاً للتنمية في كافة المجالات؛ ومنها إنشاء جامعات وكليات في المدن المتوسطة، مما يساعد في التنمية المستدامة في تلك المناطق، وجذب طلاب وموظفين لتلك الجامعات في تلك المناطق، وبدورها تنعش الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها بدل أن يهجر أبناء تلك المناطق مدنهم وقراهم للرياض أو للمدن الكبيرة، حيث توجد أغلب الجامعات الحكومية والخاصة، وهذا بدوره يزيد من الهجرة المتزايدة من الريف للمدن، وبالتالي نشهد العديد من الأزمات وخاصة الاقتصادية من غلاء الأسعار في السكن خاصة، وازدحام في الطرقات، مما يتسبب في وجود ظروف طاردة في بعض المدن، وهذا يتناقض مع مستهدفات رؤية المملكة، حتى توزيع الوظائف والحصول عليها يفترض أن يكون متوفراً في المدن الصحية وليس فقط في العاصمة الرياض، وأنا أتفهم الوضع الذي تعيشه الرياض اليوم من مشاريع جبارة وفعاليات كبيرة ضخمة، وما سوف تحتضنه المملكة بشكل عام في السنوات القادمة، ولكن يفترض أن يدفعنا لإنشاء مدن متوسطة مثالية أو الاستثمار في مدننا ومناطقنا المحلية، ومن شاهد المدن الصناعية مثلاً في ينبع والجبيل سيكون على قناعة بمفهوم المدينة الصحية المثالية التي تجذب سكانها لحياة عنوانها الجودة والاستدامة بدلاً من الهجرات المتزايدة من تلك المناطق للرياض أو جدة مثلاً. التقنية والاستثمار فيها من قبل المملكة بكافة أشكالها جعلها من أفضل الدول في خدمات الإنترنت والمعلومات، وهذا يساعد في تحقيق تنمية متوازنة، فكلنا شاهدنا كيف تتم عمليات جراحية معقدة بالروبوتات، وهذا يعطيني ملمحاً على شكل العالم وما سوف يكون عليه في المستقبل القريب القادم، وهذا سوف يساعد في إيجاد خدمات صحية وتعليمية في كافة المناطق، وبنفس المستوى والكفاءة. حسب موقع وزارة الصحة توجد ١٦ مدينة صحية سعودية معتمدة من منظمة الصحة العالمية، وأتمنى أن نشهد اعتماداً لأغلب مدننا الكبيرة والمتوسطة في هذه المؤشرات العالمية، وأن يكون لها تأثير وانعكاس حقيقي على مستوى وحياة الإنسان فيها.