انتقلت زوجتي (فاطمة حمد الموسى)، إلى الرحيم الأعلى، الذي هو أرحم مني، ومنا جميعاً، انتقلت إلى الذي أعطى وأخذ -سبحانه وتعالى-، هذه الزوجة عليها سحائب الرحمة والمغفرة، إن شاء لله. رفيقة دربي منذ خمسة وخمسين عاماً، صبرت، وعاشت معي الحلوة والمُرّة. وكانت امرأة فاضلة، فهي المعين - بعد الله - على تكوين العش الزوجي والأسري. ساهمت معي في تربية أبنائي الذكور والإناث. وكانت سنداً لي في دراستي، حتى شققت طريقي في هذه الدراسة، ثم ساهمَت أيضاً في الوقوف معي في وظيفتي التي كانت تأخذ من وقتي الكثير؛ حيث كنت أعمل تحت الطوارئ، خلال الأربع والعشرين ساعة؛ لأن عملي ذا طابع إنساني مع فئات تحتاج إلى الإشراف المباشر داخل مدينة الرياض، وخارجها في بعض مدن المملكة. أصبحت تعيش في السنوات العشر الأخيرة تحت ظروف صحية صعبة؛ حتى توفاها الله. كانت محبوبة من أقاربها الكثر؛ خاصة من ترتبط بهم أسرياً، وغيرهم من أحبائها، وصديقاتها، ومعارفها. فكم حضر من رجال ونساء إلى منزلها لتعزيتنا، وقلوبهم تلهج بالدعاء لها والمغفرة إن نشاء الله، وجزاهم الله ألف خير، وأدعو الله الكريم أن لا يريهم مكروهاً. إنا على فراقك يا أم تركي لمحزونون، وندعو لك بالرحمة، والمغفرة. هكذا حال الدنيا: (كل نفس ذائقة الموت)، و"إنا لله وإنا إليه راجعون". خاتمة شعرية للشاعر خلف بن هذال: قالوا تودع قلت يا صعب الوداع وشلون أودع من معه قلبي وديع قلبي معه والسر من فرقاه ضاع صحيح من يفقد زمام أمره يضيع.. مندل عبدالله القباع