اليوم الجمعة الموافق ٨ شعبان ١٤٤٦هـ . خطب فضيلة خطيب جامع الفقهاء الشيخ الأستاذ حسن بن يحيى الأعجم خطبة في غاية الروعة والجمال .. كانت عن يوم الجمعة وصلاة الجمعة ، واستمعت لكلام جميل لم أسمعه من قبل مستشهدا بآيات من الذكر الحكيم وقول سيد الأنبياء والمرسلين . وخرجت من المسجد متعطرا ومتطيبا بكلام وتوجيهات أطيب مع الطيب والعطر . الحقيقة ليس عندي إضافة وإنما عندي ذكريات حول يوم الجمعة .. يوم الجمعة في التسعينات الهجرية كان يبدأ من الليل ، فليلة الخميس صباح الجمعة تكون هناك ندوة علمية في جامع الفقهاء في بيش الذي بني في عام 1280هـ تقريبا. كنا نذهب إلى جامع الفقهاء ، الوالد محمد بن علي مطاري يرحمه الله إمام مسجدنا والوالد جبريل بن علي عبادي يرحمه الله مؤذن مسجدنا والوالد موسى بن علي عبادي يرحمه الله أيضا مؤذن مسجدنا وباني المسجد الذي يقع في جزء من أرضه وإنما المسجد الحالي بناه أيضا الوالد جبريل علي عبادي ويقع في أرضه وكان في عام 1410هـ .. كذلك يكون معنا الوالد عبد الله وشيلي والوالد علي وشيلي يرحمهما الله وابنهم محمد علي وشيلي يرحمه الله ، ونكون نحن الصغار موسى مصبح الداعية المعروف والعميد علي عبادي والرائد محمد أبو هادي يرحمه الله والشيخ عبد الله وشيلي الذي حاليا في هيئة الأمر بالمعروف في بيش ومحمد علي رشيد مهدي المتقاعد حاليا وكان بفرع الزراعة في بيش والأستاذ محمد الطير المشرف التربوي المتقاعد ويحيى قاسم مطوع حاليا في مدينة الخفجي ، ومغبش رشيد مطاري .. ولأنه زمان لا توجد كهرباء ولا سيارات فغالبا الطريق المؤدي لمسجد الفقهاء مخيف شوي ويمر بمنطقة تسمى الربع الخالي ومعروفة حتى الآن بالإسم هذا عند كبار السن وهي من حد المقبرة الشرقي الجنوبي حتى بيت أبو الهوايش يرحمه الله تقريبا . فنحن الصغار نخاف في الليل ما نمشي من هناك للاعتقاد أنها مسكونة بالجن .. المهم نسري حتى نصل للمسجد فنجد معلمين مصريين وأحد اسمه كمال إذا قرأ فكأنما عبد الباسط عبد الصمد والثاني نسيت اسمه ولكنه أيضا أزهري وصوته عذبا جميلا .. أحدهما يفتتح الندوة بقراءته والآخر يختتم الندوة بقراءته . وتلقى الدروس العلمية وممن كنت أسمعهم وأعرفهم : الشيخ جبريل حكمي يرحمه الله والشيخ إبراهيم المشافا يرحمه الله والشيخ إبراهيم الأعجم والشيخ عيسى عبادي أبو غرامة يرحمه الله والشيخ مرعي الشوكاني يرحمه الله والشيخ منصور فتحي يرحمه الله والشيخ جبريل جندلي يرحمه الله والشيخ محمد يحيى فقيه يرحمه الله والشيخ الحسن العكيري يرحمه الله .. كذلك كنت أرى الشيخ محمد حسين هجنبي الشماخي والشيخ علي بن حسين شماخي وغيرهم وقد نسيت البعض .والبعض يحضر في الليالي التي لا أسري فيها ، فأحيانا أروح للبيت وأرجع لمسجدنا علشان أسري مع جماعتنا ألقاهم قد سروا فأخاف أسري وأجنب من الربع الخالي وكنت أيامها أدرس في الخامس الابتدائي .أو لابد أذهب عن طريق الشاقة وهي الطريق الآتي من حارة المريع حتى المستشفى القديم وكان الطريق يعرف بالشاقة وتعتبر علي طويلة فأحيانا أسري وأحيانا ما أسري . كانت الندوة تعقد كل ليلة خميس يصبح الجمعة .. حيث كانت العطلة الجمعة فقط وبقية الأسبوع دراسة من السبت حتى الخميس .. وهذه كانت في الأعوام من ١٣٩٠ حتى ١٣٩٥هـ . هذه التي عاصرتها وأتذكرها أما من عام ١٣٩٦هـ. فأصبح الخميس إجازة . كنا نسمع دروسا علمية وقصصا تاريخية ومواقف نبوية وصحابية جميلة جدا لا نشبع منها . يوم الجمعة كان يتطوع بعض النساء حارات الجامع فيذهبن وينظفن المسجد ويهدين بعض المصلات للمسجد وكان فرش المسجل المصلات المصنوعة من الطفي أو فرش أيضا مصنوعة من الطفي . وحنابل. كذلك يبخرون الجامع ويقطفون الرياحين ويوزعونه على المسجد كاملا . عندما أصبحت في المدرسة المتوسطة كنت في فرقة الكشافة فيذهب بنا الأستاذ المشرف على فرقة الكشافة واسمه الشناوي أحمد الشناوي ، فننظف الجامع ونفرشه ونقطف الريحان من ساحة المسجد ونوزعه على جميع المسجد . كان الناس يذهبون إلى الجامع مبكرين ونادرا أن تجد شخصا متأخرا أو يقضي ما فاته . والجميع يذهب إلى الجامع مشيا على الأقدام وعلى الحمير ، إلا قليلا جدا في سيارة . كذلك يتم تعبئة بلبلة وجرة الجامع بالمياه من البئر جنوب الجامع وكانت تعرف بالزيدية . في عام ١٤٠١هـ تقريبا صلينا الجمعة الأولى في جامع الفاروق ، وكان في البداية يسمى مسجد الحواتة وكثير من المصلين صلوا في الشمس نظرا لصغر المسجد في أول جمعة صليت بالمسجد . وخلال أسبوع بني جزء كبير من ساحة المسجد وألحقت بالمسجد ثم بعد مدة زيد فيه حتى شمل كل ساحة المسجد ، واستمر عدة سنوات على هذا الوضع. ثم تم بناءه بناء مسلحا على الطراز الحديث وأظن بناه الشيخ ناصر بحري وقالوا بنته معلمه ، وبالضبط لا أدري من بناه . أنا لا أسأل كثيرا ولا أحب أتعب نفسي بالأسئلة . عرف بعد هذا البناء بالجامع الأبيض عند البعض والبعض تمسك بالاسم القديم ثم أصبح يعرف باسم جامع الفاروق . كان زمان الاهتمام بيوم الجمعة غير الاهتمام اليوم . من الذين ارتقوا منابر الجمع الشيخ إبراهيم الأعجم الله يشفيه واستمر ما يقارب خمسون عاما ، والشيخ جبريل حكمي يرحمه الله والشيخ إبراهيم المشافا يرحمه الله والشيخ منصور فتحي عطية يرحمه الله والشيخ موسى وشيلي يرحمه الله والشيخ أحمد يحيى نهاري والشيخ مطاعن شامي شيبة والشيخ محمد شامي شيبة والأستاذ موسى منصور عطية هؤلاء تقريبا من ١٣٩٢ حتى ١٤١٢هـ . ثم قبل هذا التاريخ وبعده . والمؤذنون عاصرت محمد زيلعي يرحمه الله ويحيى إبراهيم مليحي يرحمه الله ومحمد غمضان يرحمه وعثمان قصيري يرحمه الله وعلي إبراهيم طالبي يرحمه الله وآخرون .