×
محافظة القطيف

دعك منهم !!

صورة الخبر

يُعتبر السلوك الإنساني جزءًا لا يتجزأ من حياة كل فرد، حيث يعكس كل فعل أو نشاط يقوم به الإنسان سواء كان ظاهرًا أو خفيًا. ومن المهم أن ندرك أن هذا السلوك قابل للتغيير، ويُمكن للإنسان السوي أن يصقل سلوكه ليصبح راقيًا ومثاليًا في جميع تعاملاته مع من حوله. يتأتى ذلك من خلال بناء شخصية قوية، تتعزز بزيادة الخبرات العملية والاستفادة من التجارب الشخصية، بالإضافة إلى رفع مستوى الثقافة والالتزام بمكارم الأخلاق والتسامح والتعاون مع الآخرين. الإنسان الناجح أو المبدع، بطبيعته، لا يلتفت للمحبطين أو أعداء النجاح. فالشخصية القوية تُبنى على قيم ومعتقدات ومعايير تمكنها من التمازج مع المجتمع بمختلف أطيافه وتقبل عيوبه!! ومع أن السلوك الإنساني يتأثر بعوامل شخصية وبيئية، إلا أن البيئة تلعب دورًا محوريًا في تشكيله وتغييره. وقد أظهرت الدراسات أن الظروف المادية والاجتماعية تؤثر بشكل كبير على السلوك، وأن تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها يحتاج إلى إرادة قوية وطرق مبتكرة!! فهم السلوك الإنساني يُعزز الوعي الذاتي للفرد، ويدفعه لاتخاذ قرارات فعّالة تضمن له حياة أفضل. السلوك يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية على المدى الطويل. ومن خلال تعديل السلوك، يمكن للفرد استبدال السلوكيات السلبية بأخرى إيجابية، مما يعزز علاقاته الاجتماعية. للأسف، نجد في بعض المجتمعات ظاهرة “أعداء النجاح” الذين يسعون لإحباط الناجحين من خلال أقوالهم وأفعالهم!! من الشخصيات التي استطاعت تجاوز الصعاب رغم التحديات وضغوط “أعداء النجاح”، يبرز اسم الإعلامي والشاعر والفنان منير النمر، مدير مكتب صحيفة الرياض في القطيف. عاش النمر تجربة غنية، حيث نشر قصائد عديدة في صحف عربية وعالمية، مثل قصيدة رثاء للرئيس الفنزويلي تشافيز التي تُرجمت إلى الإنجليزية. كما شارك في أمسيات شعرية داخل الوطن وخارجه، تميزت بحضور كثيف وتفاعل نقدي. كما استطاع النمر أن يتجاهل أعداء النجاح، وركز على خدمة وطنه ومجتمعه، ليصبح اسمًا إعلاميًا لامعًا رغم التحديات. تجربته تُثبت أن النجاح الحقيقي لا يتأتى إلا من خلال المثابرة والإصرار، وتجاهل كل العوائق التي قد تعترض الطريق نحو تحقيق الأهداف. يُظهر لنا السلوك الإنساني بشكل جلي كيف يمكن للفرد أن يتجاوز التحديات ويحقق النجاح من خلال بناء شخصية قوية ومتماسكة. هذه الشخصية تُبنى على أساس من القيم والمبادئ الأخلاقية التي تعززها التجارب والمعرفة المستمرة. وتبقى الإرادة القوية والقدرة على التكيف مع التغيرات جوهر التقدم والتميز. إن قصص النجاح مثل تجربة منير النمر تُلهمنا جميعًا لتجاهل المحبطين والتمسك بأحلامنا بكل عزم وإصرار. فالمستقبل دائماً مشرق لأولئك الذين يسعون نحو الأفضل، ويواجهون الصعاب بشجاعة وإصرار، ليصبحوا نماذج يُحتذى بها في مجتمعهم. دعونا نستلهم من هذه التجارب، ونسعى لبناء مستقبل أفضل لأنفسنا وللأجيال القادمة!!