×
محافظة شقراء

رحل الشيخ محمد العيسى.. رجل العطاء البار بشقراء

صورة الخبر

ستظل السيرة العطرة والأعمال الجليلة التي قام بها رجل الأعمال الشيخ  محمد بن حمد بن عبدالعزيز العيسى عميد أسرة العيسى؛ عالقة في ذاكرة كل من عرفه أو سمع عنه، وستبقى ذكراه حية في قلوب محبيه وأفراد عائلته. وأهالي شقراء وينبع نظير ما قدمه من أعمال جليلة تصب في خدمة المجتمع. كان رحمه الله معروفاً بحبه للعمل الخيري ودعمه للرياضة والثقافة، فقد قدم دعماً كبيراً لنادي الوشم، وكان له تأثير كبير في تطوير أنشطته. ولم تقتصر مساهماته على المجال الرياضي فقط، بل امتدت إلى المجالات الثقافية والاجتماعية، حيث كان داعماً قوياً للعديد من المشاريع الخيرية والإنسانية. وسبق أن زاره في منزله العديد من المسؤولين وأهالي شقراء مقدرين له اهتمامه ودعمه ورعايته لمشاريع المحافظة ‏التنموية والخيرية، وتبرعه لكافة مناشطها ومناسباتها. ومن ذلك الفيض نشير إلى اليسير، فمن ذلك بناء جامع العيسى بحي الجبل بشقراء على نفقته الخاصة، وتبرعه بمركز علمي حضاري متعدد الأغراض، يحتوي على ناد للموهوبين، ومكتبة إلكترونية ومركز للأنشطة النسائية والرجالية، كما ساهم بقطعة أرض لجمعية الملك سلمان للإسكان الخيري وتقدر مساحتها بحوالي (400) ألف متر مربع، كما تبرع بخمسة ملايين ريال للمشروع نفسه. وأنشأ جائزة باسمه للتميز لتحفيز النشء، ودعم وإبراز الطاقات الكامنة في أبناء شقراء. ومن حبه لوطنه وحفاظاً على تاريخه قام رحمه الله بإيداع (500) وثيقة تاريخية أصلية بدارة الملك عبدالعزيز، تتعلق بوالده الشيخ حمد بن عبدالعزيز العيسى ـ رحمه الله ـ الذي تولى إمارة مدينة ينبع في السنوات من ( 1353 ــ 1377هـ /1934 ـ 1954م) بأمر من الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وقدمت الدارة الشكر والتقدير لأسرة محمد بن حمد العيسى لهذه المبادرة الوطنية التي تضمن بقاء مثل هذه المصادر بحمايتها من الضياع أو التلف. كتب عنه الدكتور عبداللطيف الحميد صاحب دار تراث الوشم في محافظة شقراء وأصدر كتابا لدار العيسى حيث أنه -رحمه الله- رمم بيت والده وجهزه وجعله متاحاً للزوار والمهتمين بالتراث المعماري النجدي، كما تضم مكتبة الملك فهد الوطنية كتاباً عن سيرته كتبه الباحث عبدالكريم محمود الخطيب -رحمه الله-، بعنوان: "علم من شقراء: محمد بن حمد عبدالعزيز العيسى"، تناول من خلاله سيرة الراحل من حيث أسرة آل العيسى، وهي من الأسر العريقة في قلب نجد وموطنها مدينة شقراء، وتعود بنسبها إلى بني زيد، والتي كان لها دور واسع في نشر العلم في منطقة نجد قي عصور متفاوتة. وقد وصف الكتاب الشيخ الراحل بأنه كان يحب العمل المنظم، ولا يركن إلى أنصاف الحلول، بل هو جاد في حياته التجارية، ويحب الالتزام في المواعيد والوفاء والأمانة في كل أعماله التجارية، كما تحدث عن إنابته عن والده لعدة شهور على إمارة ينبع. ولا أجد لختام هذا الرثاء أفضل من أبيات جميلة كتبها على عجالة  أبو خالد الشاعر محمد السدحان، يقول فيها: كلٌ سيلقى ربه ~ فاحسب حسابك بالتقى الموت حقٌ واجبٌ ~ وعليك ترضى بالقضاء اليوم لاقى ربه ~ ذاك الوجيه أبو الوفاء محمد العيسى الذي ~ جمع الوقار مع العطاء يا رب فاغفر ذنبه ~ وارْضِهِ كل الرضاء. رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته ووالدينا وجميع موتى المسلمين. وخالص العزاء لأسرة العيسى كافة وأخص  إخوانه وأبنائه وبناته وأحفاده وحفيداته في مصابهم الجلل، ومصابنا من بعدهم.