إذا كنت تعتقد ان عنوان المقالة غريب, ارجو ان تعيد النظر في معنى غريب والغرابة. جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أن رجلاً كان واقفًا معه في غزاة فأصابه سهم غَرْب) وهو الذي لا يعرف راميه. (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً، فطوبِى للغرباء) وفي رواية اخرى: (قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: النزاع من القبائل)، ثم قال الخطابي: النزاع جمع نزيع، وهو الغريب الذي قد نزع من أهله وعشيرته. والمعنى كما جاء في كتاب النهاية (أنَّه كان في أوّل أمْره كالغَرِيب الوحيد الذي لا أهل له عنده لِقَّلة المسلمين يومئذ وسَيَعود غريبا كما كان، أي: يَقِلُّ المسلمون في آخِر الزمان فيصيرون كالغُرَباء. بعد هذه المقدمة اورد لكم جزء من قصة ذكرت عن عبدالله بن المقفع الفارسي الأصل الذي كان اسمه روزبه بن داذويه قبل إسلامه, في كتاب نهاية الأرب في أخبار الفرس والعرب, في جزء عن حديث رستم واسفنديار. قال عبد الله بن المقفع: وجدت فى كتب العجم حرب رستم واسفنديار، وان السبب فى ذلك ان بشتاسف بن بخت نصر، وكانت العجم تسمى بخت نصر لهراسف، لما اتاه ملك زرادشت، فقال: انّى رسول من رب العالمين اليك واهل بلادى ومملكتك لأدعوك الى دين المجوسية. قال بشتاسف: وما دين المجوسية؟ قال: ان يحلّ لك نكاح الاخوات والامهات والبنات وعبادة الشمس والنار. فاصغى بشتاسف الى ما دعاه اليه اللعين من ترك دينه الذى كان عليه، وصار الى دين المجوسية، وحمل اهل مملكته اليه، فأجابوه طوعا وكرها. وكان بشتاسف فى بدء ما ملك زحف اليه ملك من ولد حام من ناحية مصر فى ألف ألف رجل من اهل مملكته. فخرج اليه بشتاسف وجنوده، ومعه ابنه اسفنديار، فاقتـتلوا قتالا شديدا. وكانت الغلبة لولد حام على بشتاسف، فأخذوه اسيرا. وكان رستم فى منزله بسجستان. وقد اختلف الناس فى نسب رستم. فبعض علماء العجم يقولون: انه من ولد طسم بن نوح، وكانوا جبابرة. وبعضهم يقولون: بل كانت امه طسمية وابوه من عقب نمرود بن كنعان. فمن ثمّ اعطى بسطة جسم وقوة بدن وعظم خلق. فلما بلغ رستم ان بشتاسف قد اسر؛ تجهّز فى اثنى عشر الف رجل من اهل سجستان، وسار فى اثر ملك ولد حام، وهو فى الفي الف رجل بعد من قتل من اصحابه. فحاربه، حتى استنقذ بشتاسف من يديه، وطرده عن مملكته. فلما انصرف بشتاسف الى دار مملكته؛ توّج رستم بتاج، وملّكه على خراسان وسجستان، واطلق له القعود على سرير الذهب، واقطعه بلدانا كثيرة ورفع منزلته، واعظم حياته. فانصرف الى سجستان. فلما بلغه ان بشتاسف ترك دين آبائه واجاب زرادشت الى ما دعاه اليه من دين المجوسية، غضب لذلك غضبا شديدا، قال: ترك دين ابائنا الذى توارثه آخرنا عن اوّلنا وصبا الى دين زرادشت الكافر. ثم عزم على خلعه، فجمع عظماء اهل مملكته، واعلمهم الذى احدثه الملك من ترك دين آبائه والدخول فى غيره من الاديان، وايان لهم خلعه. فساعدوه على ذلك، وخلعوا طاعة بشتاسف، وابنه اسفنديار وكان اشد اهل عصره، وتزعم العرب ان جلده كان من نحاس. ومن غرابة أساطير وأخبار الفرس الى غريب اللغة والأسماء والأشياء, جاء في كتاب اللطائف في اللغة, باب أسماء الشمس: الجونة, الجوناء, ذكاء, الْعين, حناذ, الصقعاء,الْبَيْضَاء,السراج,الشرق, الشارق, الشريق, الشرقة, الشرقة, الضح, الضُّحَى, الغورة, الْعَجُوز, البتيراء, البسرة, الغزالة, الطِّفْل, الْجَارِيَة, الإلاهة, الْآلهَة, الألوهة, الأليهة. فصل فِي تَقْسِيم الخيوط: النصاح للإبرة, السلك للخرز, السمط للجواهر, الرتيمة للاستذكار, المطمر لتقدير الْبناء, السباق لرحل الطَّائِر الْجَارِح, الصرار لضرع الشَّاة والناقة. هل أكتفيت من الغرائب, اترككم مع القنب والمقناب؟ وهما من فصل فِي بَيَان سَائِر الأوعية, وايضا معلومة على الطائر, عن كتاب هزار أفسان ومعناه ألف خرافة وكان السبب في ذلك ان ملكا من ملوكهم كان إذا تزوج امرأة وبات معها ليلة قتلها من الغد فتزوج بجارية من أولاد الملوك ممن لها عقل ودراية يقال لها شهرزاد, هل عرفتم الكتاب؟ للتواصل مع الكاتب adel_al_baker@hotmail.com