بداية هذه المقالة وسببها أني رأيت في جريدة الرياض تاريخ 10-04-1445هـ في صفحتها الأخيرة منظراً أخضر، صوَّرَته عدسة وكالة الأنباء السعودية (واس) وفيه ما كتبته الوكالة عن المنظر، وأنه مركز حدودي في جنوب المملكة، وبالذات في جنوب محافظة أبها، وفيه شرح عن الموقع وأنه للمركز الحدودي، وأنه (كحلا عسير). كما ذكر من كتب التعليق نبذة عن مشروع الطريق من (خشم عنقار) إلى (كحلا عسير) الذي كلف ثلاثين مليون ريال. بعد أن رأيت المنظر الجميل وقرأت التعليق طرأت لي فكرة زيارة الموقع وطريقه (طريق العز) الذي كلف هذا المبلغ الضخم، فشددت الرحال أنا وابني ماجد ووالدته زوجتي بعد أن تركنا خبراً عند إمارة أبها التي يتبعها هذا المكان، فتوكلنا على الله، وغادرنا مطار أبها في سيارة استأجرناها وسكنا في فندق، وفي الصباح قررت زيارة أمير أبها صاحب السمو الملكي الأمير/ تركي بن طلال آل سعود الذي بلغنا أنه يعقد اجتماعاً مع بعض جماعة البلد يستعرض فيه بعض أمور الأهالي، ويناقشهم في بعض المشاكل التي تعترض طريقهم وتشغلهم ويحلّها. وسمعنا أن هذه الاجتماعات تعقد في أيام مقررة في الأسبوع. ومن حسن حظنا أننا حضرنا أحد تلك الاجتماعات (وكان سمعي منخفضاً وقتها)، فلم أسمع ما يدور فيها وأسمع فقط التصفيق الذي يحصل في الاجتماع عند سماع خبر مفرح، ومن ذلك ما قاله لي ابني ماجد أن هذا الأمير اللطيف المتواضع الجهبذ عمل أشياء كثيرة في صالح المواطنين. واستمر الاجتماع من الساعة الثامنة صباحاً تقريباً وانتهى قبيل أذان الظهر، فسلمت وابني على الأمير وشكرته على مثل هذه الاجتماعات التي تحل بعض مشاكل الأهالي، وسمعته يوصي الأستاذ/ محمد بن عوض المري بأن يبلغ تلك المراكز باستقبالنا بصفتنا (ضيوف الأمير). وفي صباح اليوم التالي غادرنا أبها قاصدين مركز (خشم عنقار) مع طريق غير الطريق الذي في الخارطة، فلم نمكث في هذا المركز لأن وجهتنا هي مركز (كحلا عسير) الحدودي لنراه ونرى طريقه الذي كلف تلك الملايين. وكان في استقبالنا رئيس مركز (كحلا عسير) الأستاذ/ محمد بن إبراهيم أبوحسين وبرفقته الأستاذ/ عبدالله بن خليل آل حدري رئيس مركز الربوعة اللذين استقبلانا استقبالاً جيّداً. أقمنا في (كحلا عسير) ساعات تشمل الإفطار والغداء ورؤية الطريق الذي تبين أنه يحلّ مشكلة الجبل الذي يفصل بين مركز (خشم عنقار) وهذا المركز، وقد تم تذليله بتلك الملايين وسعد الناس بوجوده، ولهذا سمّي (طريق العزّ). وتذكرت جبلاً يشبه هذا الجبل يفصل بين دولة كازاخستان ودولة قرقيستان، ولما كنت هناك سمعت أن د. أحمد علي رئيس البنك الإسلامي سيفتح طريقاً عبر هذا الجبل لتقصر المسافة، ولا أدري ماذا تم هناك. وسلمنا السيارة لأصحابها، وامتطينا إحدى طائرات (السعودية)، وعدنا للرياض بعد أن سكنّا في الفندق الجميل (فندق قصر أبها)، وشكرت ابني ماجداً على جهوده في الذهاب والإياب، وسمعنا في الطائرة دعاء السفر، وشكرنا من اقترحه. وكانت الطائرة ملأى بالركاب إضافة إلى عفشهم، فحمدنا الله على السلامة. وفي أمان الله.