بتعاون مشترك بين محافظة حريملاء، ومتابعة وإشراف بلدية حريملاء، تم تجهيز موقع كامل ووضع قبة فلكية تتسع من 60 إلى 80 شخصاً في وقت واحد، حيث تم تجهيز المكان العام تجهيزاً كاملاً ووضع ضيافة للزوار وخدمات وقوى عاملة، حيث كان هناك تنسيق مشترك بين الجهات المختصة في هذا المجال مع مؤسسة حريملاء الوقفية والتي قامت بتنفيذ البرنامج والمعرض المصاحب لهذه الفعاليات، واستمر معرض العلوم الفلكية مدة ثلاثة أيام خلال أيام الخميس والجمعة والسبت من 13 حتى 15 ذي القعدة.  حيث هيأت البلدية حديقة الشلال بحريملاء وسخرت إمكانياتها بتقديم جميع مرافق الحديقة لاستفادة الجهة المنفذة للمعرض (مؤسسة حريملاء الوقفية للعلوم)، حيث تم وضع قبتين وخيمة بمقاسات متوسطة وكبيرة، ولم تغفل البلدية جانب المشاركة المجتمعية في ذلك حيث قامت بالتنسيق مع الأسر المنتجة وتجهيز مواقع مخصصة لهم مجانًا لبيع منتجاتهم خلال أيام المعرض. أنا أعلم أن كتابنا الأعزاء قد قاموا بتغطية هذا الحدث المهم لرائدي الفضاء السعوديين علي القرني وريانة برناوي من خلال مقالات طرزوا من خلالها جريدتنا الغراء، هذا الحدث المهم الذي تحدثت عنه جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية. هذه المبادرة التي قامت بها الجهات المتعددة في محافظة حريملاء هي مشاركة مجتمعية تدل على الإبداع والتفوق في نوعية شرح وعرض تلك العلوم الفلكية من خلال القبتين التي تم تصميمها لمحاكاة الطبيعة الفلكية والمجرات الفضائية في السماء، حيث كانت مبادرة نوعية تجعل أبناءنا الصغار والكبار يعيشون الحدث على طبيعته ويتعرفون عن قرب على تلك التجربة التي تم نقلها في إطار توضيحي يغني عن الشرح والكتابة، كما أنه تم وبتوضيح من المختصين في هذا المجال الشرح والتعليق على تلك المنظومة الفلكية بالصوت والصورة.  هذه المبادرة الجميلة لفتت أنظار الكثير ممن توقفوا على هذا الطريق ليشدهم هذا المنظر المتميز للدخول ومعرفة هذا النمط الجديد، ليصل عدد الزوار إلى 700 زائر يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى الساعة الحادية عشرة ليلًا، يتخلل هذا الوقت برامج علمية ومعروضات عن علم الفضاء، وكذلك برنامج ترفيهي يعتمد على التعليم بالترفيه، ومدة العرض نحو 20 دقيقة، وقد استمتع الجميع برؤية ملابس رواد الفضاء كما هي على طبيعتها بارتداء تلك الملابس من قبل بعض الأطفال ليعيشوا تلك التجربة وهم على الأرض. هكذا يتم وضع تلك البرامج التعليمية بطريقة حديثة تتناسب مع هذا الحدث المهم ليصل إلى عقول أبنائنا بطريقة توثيقية عملية وكأنهم دخلوا إلى محطة الفضاء بهذا العمل المبسط. لا بد من إبراز هذه النماذج في تلك القطاعات والتي أسميها (المشاركة المجتمعية الفاعلة). هكذا يكون العمل المجتمعي بين أفراد المجتمع وتجديد الأفكار التي تنبعث منها روائح عطرية زاكية تسقى بماء الوطن لينمو غرسها في عقول أبنائنا. شكراً لمن ساهم في الرقي بالعلم والمعرفة ولمن اجتهد في مجاله وأثبت القدرة على إبراز تلك الإنجازات المهمة. استطاعت تلك القطاعات أن تبرز هذه المناسبة لتدخل بها إلى حيز أكبر من ذلك وهو التفكر في مخلوقات الله عز وجل من النجوم والكواكب والمجرات التي عجز الإنسان حتى الآن أن يصل إلى الكثير منها فسبحان الله عز وجل في قدرته وملكوته.